مضيض

فنجان قهوة

صفحة بيضاء

مساحة إعلانية

ملامح ضبابية

هلوسات رجل

مساحة إعلانية

شجرة الحلم

اثخنتموهم

أحلام صغيرة

بعض الحزن

خلف الشفاه

هنالك دمعة

ترويض الروح

أين السبيل

تصدعات

روح تحترق في جسدي

ملامح

أجنحة لا تطير

الهروب مع الذاكرة

حكاية جسد

الأبحار مع الذاكرة

خطيئتهم

لحظات شاردة

موعــــــد

دموع قانية

آخر الطريق

حمرة العيون

أنا الحزن

لؤلؤة

أسمع نبضها

أكسيد الموت

مساحة إعلانبة


تكمل الأجواء الكئيبة طقوسها الباردة في زوايا غرفتي .. وأكثر ما تمليه علّي نفسي الآن أن ألقي بأصابعي فوق " الكي بورد " .. وأكتب أي شيئ يُفرغ الضجيج من داخلي .. أي هرطقة .. أي كلمة أرملت قبل سنين من الفرح القتيل .. يُسدل الليل ستارة السهر بالقرب من جفني .. وتُبعث من جديد هلوساتي المعتادة .. وهذه السجائر الغبية مازالت تحترق بين شفاهي .. أتوه في ملحمة الوحدة ولا أعثر على أي نصر .. جريحٌ هو خاطري المتلعثم مابين الملل والعجز ... مُغلّقة ٌ بالحمى أنظاري التي تطوي في كل غمضةٍ سراديب من السواد مثخنة بكل انواع الأوجاع .. فالأمر سيّان لو إلتفت للبهجة لنُغصّت بالذكرى أو بأقرب فاجعة مُستعجلة .. ودون جدوى يهيمن سوء الحظ فوق مخيلتي وحقيقتي .. هذا اليوم كأي يوم قد سبقه .. مولعٌ يومي بالحنين .. بالألم .. بالملل من هذه الحياة .. تعيسة هي سنيني التي مضت .. فمنذ ثلاثة أعوام عبث النصيب بدربي الذي هو من الأصل يفتقد للنهاية المبتسمة .. هذه الأرواح التي خلقها الله وجعلنا نعشق منها ما نشاء .. إنحصرت في أعجب روح .. مستحيلة .. نادرة .. وبالأحرى خلقت من أجلنا .. فإن كان القدر يحتم سعادتك فهي لك .. وإن كان هو الصبر والمعاناة فالأجدر أن تتمنى لو أنك لم تخلق ولم تعشق .. وكأي حزن يتيم مُعلقة شهاداته على قلبي .. تزداد طموحات الألم في صبري .. وتتسع خيبات المنى في بعثرة الحلم ..
سلام قولا من رب رحيم .. لتلك الأرواح التي عانت ومضت حتى النهاية تعاني .. وأي فاجعة هي التي أكبر من الخسارة الأخيرة .. ذهبت هبائا دنياك و آخرتك تحصد آثامك ولاتذر لك إلا الإفلاس .. وأي قناعة هي التي تجعلني أقبل بالخسارتين .. شبابي المفتون بشيخوختي المبكرة .. وطفولتي المحرومة ... تلك تقاليد البشرية ... هه وكأني أُئنّب نفسي .. وقد إستسلمت قديماً للتعاسة التي أُشبعتُ منها بفطرتي ... أكثر ما يشغلني هم من حولي .. أخشى عليهم ما لا أخشاه على نفسي .. فأتصنع بالضحكة الجوفاء .. وقد تألقت كثيراً في موهبة الإفتعال .. أي خلد هو الذي أنتظره .. وهذه الرحلة التي أمر فيها تتسكع بسعادتي بعيداً عني .. أُسائلُ نفسي وما علمتُ أن أجوبتي كلها مرسومة على دموعي .. خانني الزمن وللمرة الأخيرة منذ فترة قصيرة .. قبل أن تتلقفني يدا الأمل والإنشراح ... أي تحول هو الذي قلب حالتي إلى ما هو عليها الآن .. لستُ أدري .. الشيئ الوحيد الذي أدركه أنه كان يوم إحترقت فيه كل أحلامي المترفة .. كان مابين سعادتي وموتي خط رفيع .. روحي تعفنت وأكفاني بلت .. وضيقة صدري تبعثني للحياة في كل صبح ٍ بصحبة جرحي .. و ندمي ..

نافذتي متهالكة الحواف تتنبئ لي بالإنتظار الطويل.. كالعاصفة تجيئ من كل الأطراف .. أثاقل بها إطلالتي الرثة على المارين من قربي .. أهاجس الخطى المخملية التي أبت أن تلامس أرضي .. فأرنو للبعد الأخير من تخيلاتي المحطمة .. تنزح أوتار القلب على سلم الجرح للأنشودة الثكلى .. مبتلة بالحنين إختناقاتي .. تُجهز غفوتي على رضيع السهر .. وتنشئ بعد ذلك جنازات الإستيقاظ المتكرر .... برعونة ٍ أشتاق سماع صوتها .. ضحكتها .. ولا أجد لأشتياقي حل غير الإحتراق ... تُغتصب حياتي ومنذ أن شهد العالم ميلادي وإلى أن ينسى العالم يوم وفاتي .. يامرارة صوتي الشجي .. ويا ثمالة صحوي عند شهقي .. وما لنا غير الإفتقاد حجة في العبث بين أسطر الذكرى .. وأي مستقبل هو الذي في حُفر القبور ينتظرني .. شاسعة لهفة الوجع لحضني .. وأنا الذي ما عتدت أتحمل حتى الحلم .. وأين بربكم أهرب من إبتلائاتي .. أخبئ عن الأغراب حكايتي .. فتومض غصباً في عتمة الستر إفتضاحاتي .. تفيض بقداسات الموت حكمتي .. وتتنزه عن الصدق فطنتي .. فهذا الجهد الذي يتصدر قمم تعاستي .. تتداعى له أسباب سقمي .. بالعزلة والجنون ..

ينبلج الهدوء على صفحة الماضي .. و تتسربل مع شهقة الليل دمعة الذكرى .. تهيج في وجه السهر خُنقة ملامحي .. فلا أملك غير الإملاق من وحدتي إلا صخبي .. مظلمة الأفكار العاصفة بوحدتي .. والقصص التي تروى مازالت قصتي عنها أشهى .. تُذهلني إنشادات الحزن لصحبتي .. فأمكث فيه ولا أرض من بعد ذلك تحتويني .. أفتتن بالتعب المرير .. ومن ذاك الرجل الذي تفتنه الأوجاع غيري .. حمى اللوم تنتشر في جسدي .. وروحي تموت بين الحينة والأخرى ... تفأكني أماكني باللانهوض من وحل الواقع .. مستبسلة هذه الأيام بالقضاء على آخر أنفاسي .. هذه أسراري تتبعثر كالرماد في غلبة الريح .. تشتاحني كل مساء الأفكار الميتة ترعب ضحكاتي .. إلى أين أمضي .. لستُ أدري .. أنتظرُ النهاية العاجلة لا أكثر .. ولتقطف الدنيا من بعدي للمراين خلفي ما شاءت من الجلنار والنرجس ..

محفوفة ٌ بالمخاطر دروبي لو لذت عن مكتوبي .. ماهمني خوفي وإنشقاقات قدري .. فرسل النسيان لم تصلني .. ولم أؤمن بعد بغير الفراق بدين .. ومابرحت دون لقياها شعائري و عباداتي .. وما أن ألحدث بالفراق سأحيد عندها لبعثة الإنتحار الأخيرة .. فالنهاية التعيسة والأبدية التعيسة كلها تتفق على أن الألم سينسيني كل دمعة سقطت ..

0 التعليقات:

أهلاً بزائر مدونتي الكريم .. كم هو جميل أن تترك أثر خلفك, كلماتك و إنطباعاتك تهمني كثيرا.. فمدونتي وموتها القليل توّاقه للمزيد من الأنفاس التي تُبعث كل حين من دواخل أحاسيسكم الصادقة.