مضيض

فنجان قهوة

صفحة بيضاء

مساحة إعلانية

ملامح ضبابية

هلوسات رجل

مساحة إعلانية

شجرة الحلم

اثخنتموهم

أحلام صغيرة

بعض الحزن

خلف الشفاه

هنالك دمعة

ترويض الروح

أين السبيل

تصدعات

روح تحترق في جسدي

ملامح

أجنحة لا تطير

الهروب مع الذاكرة

حكاية جسد

الأبحار مع الذاكرة

خطيئتهم

لحظات شاردة

موعــــــد

دموع قانية

آخر الطريق

حمرة العيون

أنا الحزن

لؤلؤة

أسمع نبضها

أكسيد الموت

مساحة إعلانبة


تهتف خلف نبرة صوتي نداءات كثيرة، وضجيج ملفت لمن حولي يختلط مع هدوئي.. وكرشفة قهوة أخيرة تودعني مبتعدة ألحان حياة مضت لم يتبق منها شيئ، وتبحر وداعتي و ملامحي البريئة في لجة اللاعودة.

تنكسر في يدي ذاكرة جمدتها منذ عشرة سنين، حميتها حتى من الخدوش ولم أفلح، وتناثرت حولي كثورة شعب يأبى الخنوع والخضوع..

برودة تحاصرني وظل يلامس وجهي لتغوص في جسدي تنتشل دموعا وأدتها السنيين، وتحيا أرواح الأوجاع كحصاد من مواسم الجفاف..

أي تشويش هو ذاك الذي لازمني قبل أن أنام، و أي عطش الذي روى بعد أن ذابت حكايتي القديمة، مثل جرعة مخدر زاد من الطين بلة.



أرتحال ولا عودة وتشتت في كل الإتجاهات، كأنما ترفرف مرتجلة أعلام علقت في الظلام، ولاشيئ يعني لك الكثير ..غير أن روتين يثابر صحوك كل صباح و أضغاث أحلام اثقلت رأسك بعد نوم طويل.

خذ بباب بيتك بلطف وأنت تغلقه، فكل مرة يستيقظ بعد ذهابك الأولاد، وكن على عجلة فكالعادة أنك متأخرا عن عملك... هناك كل الطرق تنسخ خريطة عمرك مثل السجادة الحمراء في ممشى المهرجانات .. وهناك ايضا ماتزال شمعة عمرك تحترق ببطئ....



وقد تشابهت علّي الليالي من بعدك وطالت النهارات كالثكالى، وصبغة السعادة الباهته اختبأت بين خصل شعري.. وحتى أني أشرب قهوتي كل مرة كأني أتذوق مرارة فقدك للمرة الأولى..

تزفر مع أنفاسي الباردة تمتمة غير مفهومة، تتردد في بضع زفرات أخرى وتخفت.. وقد تعلقت في جبهة الريح أقدامي عاجزة عن الأنفلات أو الزحزحة. المنحدر الأخير ينطوي ببياضه داخل الظلمة ويبتعد, وإن كانت الخطى الفارغة التي انغرست حولي شارفت ان تختفي..

حبيبتي كيف سينتهي بي يومي؟ طالت من بعدك مماطلات الحياة، وأنقضى نهاري بحمى ثقيلة تحط على جسدي، وقد اختلطت بي المشاعر طيلت تلك السنين... سنين لم أكن أتصور مرورها بسهولة.. لتغمرني في كل لحظة تذكر عاصفة من الحنين تشتتني بلا هوادة.
   
في اللحظات الأولى للولوج في دواخلك, ستثابر حنينك المفرط للماضي, وستتخطى مكابرتك لمن حولك.. تلك الفروقات قد تتشبث بك ولربما ستبطئ من محاولات هروبك من ذاتك. لا تتردد أمض... لا تلتفت للوراء... بعد وهلة ستسقط مستبسلة أولى الدمعات تلتقفها يداك المرتجفتان...
 
إن الإستسلام لطبعك ومزاجك والتماشي مع حالة مستقرة تعيشها مع من حولك هي عبارة عن صورة رسمتها لنفسك دون ان تعلم منذ الصغر، تثابر مستجدات الحياة وتظن انك مازلت تتعلم وتطور احتياجاتك للمضي قدما, وفي الحقيقة انك تترك خلفك جزء منك يعبث بمسقبلك, ويغير في رغباتك ويصطنع لك بيئة مازلت تخافها أو تكرهها.

ياوجعي الأول، و ياقتلي الأخير .. أين لي من ذاكرة رجل تشطب قصصي الخيالية وتورثني نسيانه، أين لي من قتيل من زمن الحروب يبدّل خوفه بظلي الذي يلازمني..

كأنشودة الأوطان تُذاع في الصباح قصتي، كدمية طفل بالية احتفظت بها، وكنت أحب ملامحها الرثة التي غرست بخطواتي أينما اتوه تجدني...

منذ نشأت الحلم وبأنامله الصغيرة يعانده الحظ وسط فجائة الأيام, وتعصف ريح الأمل بعيداً عن زرعه.. عطش الحب والفقد لاترويه غيمة اللوم أبداً, لتنمو متوهمةً بالشموخ كل آماله..

يلوح في الأفق طيفٌ يرسمكِ بدمي, ويغرسكِ كجورية وقت الربيع في صدري. وتنبتُ ملامحكِ الملائكية فوق جلدي كوشمٍ يلازمني طوال العمر.. كأنكِ لؤلؤة ثمينة مخبئة منذ آلاف السنين تفتشُ عنها كل البشر..

مرت بي قافلة السهر ذات ليلة, وخطفت جسدي الذابل عنوة لتحمل فوقه بعضاً من متاعها, وأتجهت بي ببطئ نحو ظلمة باهتة كانت في إنتظارها.. وقد اتعبني ماحملت وظننت أني فرحت حينما وصلت. يتثائب بصمتٍ من كان ينتظر مخنبئاً في تلك العتمة, وقد هبَ يفتش حملي  بعد أن مضت قافلتي.


ملامحي محجّرة 
بين شمسٍ وغبار..
كي تحفر الأناشيد صرخاتي,
ثم تهوي..
ومازالت يداي تداعب
ظلها ! 
يموت جسدي ويحيا,
حبيبتي
لا أستطيع إليك ِ سبيلا ً ..
هَرم َقلبي وأرتفع الفقر في روحي 
بربك ِ لاتنكسري ..
بربك ِ أنسيني ..

بكَ بدأت حكايتي, وبكَ إشتعلت أشواقي.. وقد هبّت رياح الذكرى من كل جهة,تذري بروحي للأعلى.. وأعانق في لحظات اللاوعي
   
 أن ترحل عن الكون الذي وجدت فيه .. وتترك خلفك كل أمنياتك البسيطة .. وتتعامل مع معطيات الحياة بكل سخرية .. فياسيدي أعلم وقتها أنك بعيد جداً عن الفرحة .. كبعد روحك عن جسدك .. حاول أن تتمدد على سريرك البارد .. واعطه كل لذات النوم الكئيب .. فهناك أشياء لاتستحق حتى أن تصطنع الفرحة لأجلها .


يخيط الدمع فاه الأيام,
بعد كل خصام.
وفي خفة الوجع,
وذبول النهارات
تغفو الجراح  بسلام..

بحثتُ عنكِ ولم أجدكِ, بحثتُ عنكِ في أرضي وسمائي ولم أجدكِ, بحثتُ عنكِ في حلمي ووعي ولم أجدك.. تاهت من بعدكِ الخطى وغرقت مع مركب العمر ملامحي وحكاياتي..

اليوم يصادف تاريخ إنشاء وأفتتاح مدونة رجل مات قليلاً, وهو 1/4/2011 وقد مضت تسعة سنوات من عمر المدونة ومن أعمارنا وبحلوها وبمرها لتمثل بخفية مرحلة من الحياة عشتها معكم بين الحقيقة والخيال..

تمتد تجاويف مظلمة في روحي, تلامسني برودة شديدة في كل أطرافي.. وكهف الحياة يغوص مختبئا في جسدي, وتنتشر ذكريات غيري في أرضي; وأرضي قاحلة منذ سنين...

بعد مرور السنين والمُضي للبعيد, بعد زوال الحسرة والفقد.. تلتمس ببصرك سراب البهجة ليعانق بجسدك أجسادا أخرى.. وتبحث ولاتجد نفسك في كل ممرات الحياة غير تلك الضيّقة, تتبدل ملامح حزنك! وقد جفت مآقيك.. وتنطوي دروب الحلم في ممشى العمر
أستلقت في كفي رعشة رثّة, وخوفا ممن حولي دسستها في جيبي.. وبعد وهلة رتبت أفكاري وتذكّرتُ تفاصيل حلمي _أو تذكّرت بعضا منه_ غير أني لن أنسى مقتلي ولن أنسى قاتلي... سأنثر بهجتي في موسم حصاد السنين.. سأقطف تخيلاتي وأقنعتها, سأقطف ذكرياتي وأحلامها.. وأرتدي فيما تبقى من عمر أضحوكة أستر بها سوءاتي...
أنا في ظلّي لا أجدني! في ذهول حلمٍ أو رؤية يخطف الأنفاس, تماطلني عيناها عن المضي للوراء وللأمام. خطى بلا أثر ومسيرة أعوام بلا ثمر, وهواجس مبتورة الأطراف وأنفصام للوجود مابين العودة واللاعودة.........

أيقونتي التي لم تدرك أن لي في حياتها ربما صفحة أو صفحتان_ومن يدري_ وأن لها حظاً يفلتني حينا في دربٍ يبدء ولا ينتهي وحيناً يجلسني ألتمس من أعلى رسغها نبضٌ لا يزيد ولا ينقص عن نبضي! أفتّش في حلمها لؤلؤةٍ أذهلتني منذ سنين, ولاتقتصرني طول تلك المسافات غير الرضى في قربها وأنا أدرك تماما أني لا أعلم عنها شيئا إلا أنها ربما توئما لروحي أو ربما روحٌ أجتمعت مع روحي في حياة أخرى .. أنظري في صورتكِ ستجديني ........

جزء مني مازال في إنتظارك! يغمره كلي في لحظات سكر مستمرة لا تنفك عني, أخطفه مسرعا قبيل الخنقة, وأذود به في أطراف اللاعودة متيقنا أني أزوّر حاضري وأبيعه لمستقبلي في خداعٍ لا يقبل القسمة على أثنين.. وتلك دفينتي قد ضيّعت ُ شاهدها ونسيت وصيّتها وخنت دعائها ولم أكن يوما وفيٍ في تنفيذ أمر نسيانها..... 
وتعصفُ الأيام أنيناً في غربتي ..
ويكون النهار المريض شاهداً على وحدتي ..
يخبئني الليل في طور التشهد الآخير
فأجيئ مكشوفٌ على بكائي الطويل ..
  
ستُبصّرُ من بعدكِ إتجاهاتي العاقرة, وستذوب في  كفي حفنة ملح بيضاء..
ولن تبقَ لكِ غير ظلالي! أقفليها في فمكِ ولا تخبري أحدا...
منذ متى نشأت بدّعتُ حبكَ.. وكيف تخادع نفسكَ؟
وتلك روحي الرطبة قد يبست في أرضك !
تناول من وجهي ماتبقى نور.. متى ما أردت ولن تضيئ
لك أبدا ظلمتك التي صنعتها بنفسك.

مددت يدي أتلمَس بين الملفَات والأوراق بحثا عن قلمي,ولأكتب أي شيئ أو حتى خربشات تملّي عليّ رتابتا وتكسر حاجز التذكًر في تلك اللحظات.. كنتُ كحال ورقة ممزقة مشتت الأفكار أتوه في كياني ولا أستطيع تمالك نفسي. وجاء الفرج بعد أن أطلّت عليً زميلتي  في العمل وقد ناولتني فنجان القهوة كما أحب.. كان هذه الفنجان كالمدد وقت الحروب أو كالكمادة الباردة في ذروة الحمى..

"آبي" الفتاة الإمريكية وإيطالية الأصل لا أتشارك معها إلا بتلك النظرات الباهتة التي تخبئ الكثير من الأوجاع ومرارة الفقد القاتلة, وأيضا تلك السجائر التي تجبرني أحيانا ان نتقاسمها. والشيئ الذي لم تدركه أبدا كيف أن قصص الحب عندنا تبداء في جنون وتنتهي في جنون وان حياتنا كلها جنون..

مضت ليال ٍ طوال ونهاراتٌ كثيرة , تهجد الشمس في حلمي لا تضيئ أبداً إختناقاتي,يُجهز التعب على أشلاء الحروف المختبئة ما بين قلبي ولساني.. أهاجس اللحظات البطيئة بتأن ٍ, فتصارع تنهداتي تلك التذّكرات المميته.. ومن بعد أن دفنت أحرفي بين كفّيّ,وأطلقت جنازات الدم من شرياني,ومن بعد أن كفنتها بشللي, تُخلق اليوم ثلة حرف على تلة حلم كأنها تُفصّل بصماتي!


يا طواعية الألم لجسدي, كيف للأسى أن يتفنن بك كأسطورة خرافية.. كيف لي أن أفلت منك أو أحاول ان أكون بعيدا.. كيف لك أن رسمتني وشماً في كفك.. ومازالت ضيقة الأيام ومرارتها ملتصقة في حنجرتي, وأنا منذ أن أحرقت ذكرياتك أجلس مذهولا كل ليلة في فراشي لأجد في جلدي نبتا جديد من رائحتك يسألني عنك... ولا أذود في هروبي منك إلا في خسران صفر اليدين..

تستلقي قصتك  مبحرة في محيط عيني وتتخذ من الأهداب مجاديف تقاوم عواصف البكاء كل مساء.. وحين تمر العبرة أوقات النهار لا تسعني الضيقة إلا أن أثابر هذا الأختناق وألتقف مجبرا معطفي الشتوي وأذود بأنفاسي الباردة إلى زوايا ومنحنايات هذا العالم الظالم ..


لم أقرر البكاء هذا المساء ..
أجندتي منشغلة جداً بتوضيب أمتعتي ..
فالغربة الشاسعة تنتظرني ..
ورحلة اللانهاية باتت على الأبواب !!
فبربكم أحرقوا أوراقي يوماً ..
وأذكروا طيبتي لكم ..
فقد أكملت لكم اليوم نشيدي ..
فهل سمعتُ غداً لحن الوداع الأخير ....

أشك أن سفري ... صعب جداً 

فرحلتي بلا تذاكر ..

والدعوة للحزن عامة ..
نمضي في وحل,
 السنين العجاف
وننتظر أن تواسينا
سنابل الأمل الذابلة..
نرضى بالواقع المُهيـن,
 كأي إعتـراف..
ونأمل أن تُفسر,
 أضغاث الحلم
 الكاذبة.

هذه دفت الأيام 
بطيئة ,
مُنهكة ,
ننتظر أن ترسي بنا إلى حيث لا نعلم ..
والحب ظالم ..
ظالم 
وأكثر مايضعفنا
أننا
نهوى هذا الظلم ..!
فكيف لنا أن نعيش 
غير 
كتلك العصافير المهاجرة إلى حيث لا تدري بغير فطنتها ..
نحنُ 
أقل 
مايقال عنا جبناء ..
لم نحاول أكثر ..
فشعور الذنب  قاسي جداً ...........
نورّسي البدوّي الأصيل ..
يُكرم ضيفه الليلي قبل الغسق الآخير ..
بفنجان علقم ٍ متوحد ٍ مع شهقتي ..
وتلك صحراء خُلدي تتكئ في حُجره ِ المصون ..
كرما ً فوق كرم التقبيل ..
أيها القائم في تكويني, ويا تلك العتمة البهية, ليس من المعيب الموت قبل أن تسعدنا الأحلام , ولا قبل قبلة الأماني.. مغبرة النواحي أطياف الذكرى. الروح تنزف بشراهة.. وحمرة العيون القاتمة تمتطيها الدموع.. سنبحث في الأعماق عن قتلى.. وأسرى وأشياء ربما نغتمها!
والغبطة الأولى 
حُنَطت ,
مع ملامحي
المسلوًخة
لتغوص بين التجاعيد
حكاية أخرى ..

أنتظرتك كثيراً ولم تأت, إنتظرتك قبل شرب قهوتي وقبل أن أصلي وقبل أن أنام ,ولكنك لم تأت.. أين أنت حبيبي في أي أرض أنت.. لكَ ملامح ٌ باسمة في حمرة الغروب أحضنها كل يوم حتى تذوب.. ولكَ حفنة عطر أفردها كل ليلة على صدري وأنام.

لهفتي كل يوم تُسابقنى للوصول لكَ ولم أكل أبدا.. غير أني تعبت وأضناني الشوق ممددة بين ممرات الإنتظار الضيقة, وتلك العيون من حولي لاتضمر لي غير الإسراع  بالإمضاء على شهادة وفاتك.. أنتَ فقط أهمس الليلة في أذني ولاتيأس من طول المسافات فأن روحي لاتنام كالأحلام تتقافز ليلاً فوق أسطح البيوت ..

سأنتظرك هادئة أو غاضبة.. سأنتظرك في السر والعلانية .. وفي المحيا والممات.. لكن وربك لا تطل الغياب..  

ممتلئ بالتوتر .. وأضعاً أمام عيني حجاباً من الملل المُفرط .. فالظروف حالياً لاتساعدني لأن أتحول بقلمي لواحة الغناء الرطبة .. أحياناً أشرد مع ذهني بعيداً عن هذا المحيط الوثني .. فأتجرئ على الوحدة وعلى طقوسها المُرّة .. لأصل للنطق الذي أعجز عن إفتضاحه إلا بلهوي المُتعب ..

فلشخصيتي التي يغتصبها اللاإكتراث .. أكثر من سبب للإقلاع عن عادات الأمل الساذجة .. فهناك أشياء أخرى أكثر أهمية من وهمي المفتعل .. سأتجه في صعودي للطاقة الكامنة في إكتشافي لنفسي .. سأغرق حتى أدمي أنفاسي بالحنين لشهقاتي العفوية .. فالإصطناع جملة واردة سهواً في معاجمهم ..

سأضحك متجرعاً أكسيد الموت .. وسأستفيق يوماً وفي جمجمتي .. أتربة .. ولاشيئ غيرها.

أنا الكون المريض يا أنتِ 
يستوي في عرش دمعي الموت
وأنقاض جسد
عفى عليهُ الزمان

هبّتْ نسائم الإشتياق القاتلة 
تذري فِكري حد الجنون
وتهيم المأسي في فمي
كوطنِ تكرههُ الشعوب

تزف زفرة الوله 
خبرا ً من نيران ٍ ولهيب
وتختنق المسرات  بين ذراعي
وتشتعل أنفاسي بالنحيب
فأعلم أن حبيبتي تختفي
كحفنة عطر ٍ تغتال  بين اصابعي

تكمل الأجواء الكئيبة طقوسها الباردة في زوايا غرفتي .. وأكثر ما تمليه علّي نفسي الآن أن ألقي بأصابعي فوق " الكي بورد " .. وأكتب أي شيئ يُفرغ الضجيج من داخلي .. أي هرطقة .. أي كلمة أرملت قبل سنين من الفرح القتيل .. يُسدل الليل ستارة السهر بالقرب من جفني .. وتُبعث من جديد هلوساتي المعتادة .. وهذه السجائر الغبية مازالت تحترق بين شفاهي .. أتوه في ملحمة الوحدة ولا أعثر على أي نصر .. جريحٌ هو خاطري المتلعثم مابين الملل والعجز ... مُغلّقة ٌ بالحمى أنظاري التي تطوي في كل غمضةٍ سراديب من السواد مثخنة بكل انواع الأوجاع .. فالأمر سيّان لو إلتفت للبهجة لنُغصّت بالذكرى أو بأقرب فاجعة مُستعجلة .. ودون جدوى يهيمن سوء الحظ فوق مخيلتي وحقيقتي .. هذا اليوم كأي يوم قد سبقه .. مولعٌ يومي بالحنين .. بالألم .. بالملل من هذه الحياة .. تعيسة هي سنيني التي مضت .. فمنذ ثلاثة أعوام عبث النصيب بدربي الذي هو من الأصل يفتقد للنهاية المبتسمة .. هذه الأرواح التي خلقها الله وجعلنا نعشق منها ما نشاء .. إنحصرت في أعجب روح .. مستحيلة .. نادرة .. وبالأحرى خلقت من أجلنا .. فإن كان القدر يحتم سعادتك فهي لك .. وإن كان هو الصبر والمعاناة فالأجدر أن تتمنى لو أنك لم تخلق ولم تعشق .. وكأي حزن يتيم مُعلقة شهاداته على قلبي .. تزداد طموحات الألم في صبري .. وتتسع خيبات المنى في بعثرة الحلم ..

يتخطى من فوق ذاك الهدوء بعض الضباب عابثٌ بسديم رؤيتي وارتجاليتي.. أطوي تحت رأسي وسادتي لأرتفع في أطلالتي, وأشهق على العبث المستطيل حولي!! فتفاجئ أني مازلتُ لوحدي... لستُ ملاما على الخوف إذاً... ومابين الرمش والرمش يطفو إحساس بالألم أو باللوعة لستُ أدري..

تحت جلدي كان ينبت جسد آخر.. وفي خاصرتي حزمة أغصان قد يبست.....

وإذا ما أحترق الحلم.. سأتناول بيدي شُعلة, وأقبلها في إشتياااااق...........

!

سأحتمل الخسائر وسأتفرغ بنفسي على تلك البسيطة.. لا مهرب اليوم ياصديق, فما ترك لنا الوقت أي مفّر.....

عذوبة تأوهات,
آنقةٌ كالصداع تلازمني..
أو كصبر ِ مات قبل
أن ينثني..
أغاني و صيحات,
وطبول خاطت دفافها من جلدي

إلى لحظاتي الشاردة في عمق يومي, تحية وسلام.. إلى وجعي المستطيل في عنق التاريخ الف تحية وسلام.. وقد مضت السنون في بعض الغي والكثير من الترهات, لا أستذكر أي شيئ غير غصات أفاقتني بعد أوقات الإختناق.. لستُ أفلح بالمضي أبدا, لستُ أفلح بأي شيئ أبدا....

زمردتي وآنقتي واللامملوكة تلك اللاتي تفيئ كالوهج فوق أطياف الليل, تلك الأنسية منفردة الألق, من ثغرها تشرق الأغاني وتميل للحُسن أغصانه الرطبة.. يا غبطتي في مجيئك وقت الأسحار وفي أرض الخلد وهذا العبق يخترق دمعي.. سوسنتي .. غاليتي.. وكيفما كان فقدي لكِ غير أنني أقتتُل ندماً كل يوم ألف مرة..

يذوب في نكهة فراقك تذواق مرّ, كمطاعيم الأطفال أو حتى أكثر مرارة.. تغلبني في أغلب اليوم ضيقة! لم أتعلم منذ سنين أي شيئ غير أني أتقنت دروس الموت ولا شيئ آخر........ والف تحية وسلام لكِ حبيبتي حيثما كنتِ.


خيلاء نفسي, وتعبي المتباهي بتلك الأوجاع  المزفوفة بين طيات الذكريات, أختراق للفرحة لا يكبته شيئ غير المضي مطولاً في الصراخ. تفوتني في كل لحظاتي وإنشغالاتي وهلة من الإنكسار, أفتقد بعض مني , تلك السنين العجاف أفتقدتها. وإمضاءاتي التي كنت أتقنها إفتقدتها... وكأن وجهي كطيفٍ متسرمد في المرايا لا يتزحزح .. أختزنتني الأفكار المتعبة  في أبط الزمن ! لا أنفك هروبا من نفسي .. لربما منذ أعوام ومنذ نعومة أظافري أختلقت روح جديدة والجسد هو نفس الجسد والأحلام المقتولة أبداً لم تتعفن.  

كتلك الليالي التي من بعدك قد تشابهت.. كتلك الدموع التي لاتفارق وحدتي.. ولا تمضي يا حبيبتي روحي مع جسدي أبدا, والثقة الأولى ماعدتُ أعرفها. ولستُ أنساكِ ولستُ أمشي في صلاح... سنوات طوال إحترقت في كبدي ولم أشئ أن أخبر من حولي بمدى توجعي.. وقصتنا مازلتُ لا أبوح بها, فقط أنا والعالم الآخر قد أدركها. أبرأيك تكن الجنة ملتقانا!

كنت أعلم وأدرك تماماً مقدار الألم الذي سيدقُ يوماً في ملامح وجهكِ, حسرة غير قابلة للكسر! وتصدعات عميقة في الروح. حاولت أن أفهمكِ أن تسرعكِ لن يفيد أبداً, تلك الآلام أنا تخيلتها في تصورات مقفلة .. مظلمة.. قاسية جداً. كنتُ قد تخطيتُ مرحلة الصدمة وتقبلتُ ذلك الواقع رغما عن أنفي.

_ سأتحمل هذه الخسارة وأذود في ظلي لمدة طويلة, أمتعضُ ملامحي الجادة لربما باحثا عن ضحكة تافهة. أتغنى بصرامة ذاكرتي وببعض البطولات المكذوبة, فكل خسارة لاتبنى إلا على أرض محروقة وأرضي محروقة وظل ذاك البنيان في كل الإتجاهات ينحني, سأحمل دمي في ثورة الجسد وأنشل معه بعض من وجعي لأستريح خلف وجهي لمدة أطول وأطول..


لم أشئ يومها أن أتذكر! فتقبّلت المشهد القديم كظلمة باهته, نظرت مطولا في جواز السفر وإلى تلك الخطوط الدقيقة المحفورة على صفحاته, كأنما نُقشت بفنية عالية كتلك الذكريات المخملية التي أدمتني.. سأحمل لهفتي بين الحينة والأخرى إلى وجعي وتعبي وأتكئ بها في ممرات الخنقة الضيقة علها تنسى.